أنواع الأجسام في حرق الدهون! لعلّه مصطلح جديد عند البعض ويطرح العديد من التساؤلات؛ هل يختلف حرق الدهون من جسم إلى آخر؟ نعم! كل جسم له معدل معين لحرق الدهون، وخسارة الشحوم التي يمتلكها.

 

بعض الأجسام عنيدة لخسارة الدهون وبعض الأجسام تخسرها بسرعة، وبعضها الآخر يحرقها ببطء. أي أنه توجد ثلاثة أنواع أساسية من الأجسام، وهذا ما سنناقشه في هذا المقال. 

 

لعلّنا نلاحظ الاختلاف الفعلي بين الأجسام في بعض النشاطات اليومية ولكننا لا نقف عندها ولا نفكر بصحتها، فمثلاً قد تكونان أنت وصديقك تتبعان نظام غذائي لحرق الدهون ولكنه يخسر الدهون أسرع منك، أو أنك شاهدت شخص ارتاد ناديك الرياضي وفي فترة أقصر من فترة تواجدك فيه ظهرت عضلاته بشكل أوضح من عضلاتك، أيضاً هذا مثال عن اختلاف الأجسام. 

 

يجب على كل شخص معرفة نوع جسمه في البداية وعليه يقرر ما النظام الغذائي الذي سيتّبعه وما التمارين الرياضية الأنسب لبروز عضلاته وحرق الدهون لديه.

 

 

أنواع الأجسام ومواصفاتها

 

 

للأجسام ثلاثة أنواع كما ذكرنا سابقاً، ولكن هذا لا يعني عدم وجود أنواع أخرى إلا أن الأنواع الأخرى هي عبارة عن مزيج بين نوعين من الأنواع الثلاثة.

 

 فقد تجتمع صفات من نوعين مختلفين في جسم واحد، ويعتبر نوع الجسم هو الأساس لاختلاف أنواع الأجسام في حرق الدهون، وفي اكتساب العضلات. ما هي إذاً تلك الأنواع؟

 

إكتو مورف (Ectomorph)

 

إكتو مورف أو ما يعرف بالنمط النحيف من الأجسام. يتّصف الشخص الذي يمتلك جسم من هذا النوع بأنه ضيق الكتفين والحوض، وضيق الصدر والوسط. كما أنه يمتلك الدهون بنسب قليلة جداً. يتّصف أيضاً بامتلاك وجه رفيع مع جبهة عالية.

 

ميزو مورف (Mesomorph)

 

ميزو مورف أو ما يعرف بالنمط العضلي من الأجسام. يتّصف الشخص الذي يمتلك جسم من هذا النوع بأن أكتافه عريضة ووسطه ضيق ورأسه كبيرة. كما أنه يتميّز بالشكل العضلي والأذرع والأفخاذ القوية. يعتبر هذا النوع من أنواع الأجسام المثالية لبناء العضلات.

 

إندو مورف (Endomorph)

 

إندو مورف أو ما يعرف بالنمط الممتلئ من الأجسام. يتّصف الشخص الذي يمتلك جسم من هذا النوع أكتاف ضيقة نوعاً ما وخصر عريض. بالإضافة إلى تواجد الدهون في مختلف أنحاء الجسم وهذا ما يخفي العضلات ويمنع بروزها.

 

 

هل تختلف أنواع الأجسام في حرق الدهون؟

 

 

اختلاف أنواع الأجسام في حرق الدهون هو أمر لا يعلمه الكثير من الناس، وبعض الناس يقارنون معدل خسارتهم للدهون مع أشخاص آخرين دون الأخذ بعين الاعتبار اختلاف نوع الجسم ومعدل كل نوع في حرق الدهون. إلا أنه توجد أسباب تؤدي إلى توقف الجسم عن حرق الدهون لا تتعلق بنوع الجسم أو بطبيعته. فيما يلي نرى قدرة كل نوع منها على حرق الدهون:

 

حرق الدهون في الجسم من النمط النحيف (إكتو مورف):

 

لا يحتوي هذا النوع من الأجسام الكثير من الدهون لذلك يعتبر نحيف الشكل والمظهر. أيضاً يعاني هذا النوع من صعوبة شديدة في اكتساب الدهون وزيادة الوزن، بالإضافة إلى صعوبة بالغة باكتساب العضلات. أي أن الأشخاص من هذا النوع يمكنهم تناول كل الوجبات دون الانتباه إلى السعرات الحرارية بسبب قدرة أجسامهم على الحرق.

 

حرق الدهون في الجسم من النمط العضلي (ميزو مورف):

 

يحتوي هذا النوع من الأجسام على كميات ليست بالكبيرة من الدهون، ومن السهل جداً خسارة الدهون الزائدة لأنّ هذا النوع لا يميل إلى اكتساب الدهون وتخزينها، بل هو على عكس ذلك فهو يحرق الدهون بصورة أسرع من غيره لامتلاكه نسبة كبيرة من العضلات. أي أن الأشخاص من هذا النوع يمكنهم بناء عضلات بسهولة وخسارة الدهون الزائدة.

 

حرق الدهون في الجسم من النمط الممتلئ (إندو مورف):

 

يميل هذا النوع من الأجسام إلى اكتساب الدهون وتخزينها على عكس النمط العضلي. تنتشر الدهون في مختلف أنحاء الجسم وتخفي العضلات، ويصعب على أصحاب هذا النوع حرق الدهون بسرعة، فهو عملياً يكسب الدهون بسرعة ويفقدها ببطء.

 

 

أين تتركز السمنة في كل نوع منها؟

 

لا ترتبط المناطق التي تتركز فيها السمنة بأنواع الأجسام في حرق الدهون بل هي ترتبط بالمناطق القادرة على اكتساب الدهون بسرعة وتخزينها فيها. قد تتشابه المناطق التي تتركز فيها الدهون بين الأنواع الثلاثة وهذا أمر طبيعي فلهم نفس بنية الجسم البشري الأساسية، ولكن الاختلاف دائماً ما يكون بسرعة اكتساب الدهون وسرعة خسارتها. فيما يلي نتعرف على المناطق التي تتركز فيه السمنة في كل نوع من أنواع الأجسام:

 

تركّز السمنة في الجسم من النمط النحيف (إكتو مورف):

ذكرنا سابقاً أنه من الأمور الصعبة جداً للأشخاص الذي يمتلكون جسماً من هذا النوع اكتساب الدهون، فالدهون لديهم تتواجد بنسب قليلة جداً. إلا أن أكثر منطقة في الجسم قد تتجمع فيها الدهون هي منطقة البطن.

 

تركّز السمنة في الجسم من النمط العضلي (ميزو مورف):

يكتسب هذا النوع من الأجسام الدهون بسهولة إلا أنه لا يميل إلى تخزينها بل من السهل حرقها وبناء العضلات. من أهم المناطق التي تتركز فيها الدهون هي منطقة البطن والصدر والفخذين والردفين. من السهل حرق تلك الدهون بسبب امتلاك هذا النوع لنسبة كبيرة من العضلات.

 

تركّز السمنة في الجسم من النمط الممتلئ (إندو مورف):

السهولة التي يكتسب بها هذا النوع من الأجسام الدهون لا تعني السهولة في حرقها وخسارتها، فهو يميل إلى تخزينها في مختلف أنحاء الجسم.

 

 

 

التغذية المناسبة لكل نوع من أنواع الأجسام 

 

 

لا يعتبر اختلاف أنواع الأجسام في حرق الدهون هو الاختلاف الوحيد بين الأنواع الثلاثة بل يختلف كل جسم أو كل نوع عن الآخر بطريقة التغذية المناسبة. فما يلي نوضح العناصر الأساسية التي يجب أن تتواجد في الغذاء اليومي لكل نوع من الأنواع الثلاثة.

 

التغذية المناسبة للجسم من النمط النحيف (إكتو مورف):

من المهم التركيز على زيادة نسبة الكربوهيدرات التي تحتوي على الألياف كالبذور كاملة الحبة والبطاطا والشوفان والفول، والحصول على كميات مناسبة البروتينات بالإضافة إلى تناول المكملات الغذائية. يجب تناول من 5 إلى 7 وجبات في اليوم الواحد تحوي تلك الوجبات على العناصر التي ذكرناها مع الامتناع عن تناول السكريات.

 

التغذية المناسبة للجسم من النمط العضلي (ميزو مورف):

يجب على الأشخاص أصحاب هذا النوع من الأجسام تناول خليط من العناصر الأساسية، والتي يجب أن تحتوي على كمية من الدهون لا تقل عن 15% من السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم، وكمية من الكربوهيدرات لا تقل عن 60% من السعرات الحرارية. بالإضافة إلى تناول كمية كافية من البروتين بمعدل 1 غرام منها لكل كيلوغرام من وزن الجسم.

 

التغذية المناسبة للنمط الممتلئ وطريقة حرق الدهون فيه (إندو مورف):

يجب تناول وجبات متعددة ومتوسطة خلال اليوم الواحد، بحيث تكون تلك الوجبات قليلة الدهون، ويجب أن تحتوي تلك الوجبات على البروتين أكثر والألبان قليلة الدهون وكذلك تحتوي على الكربوهيدرات قليلة السعرات. كما أنه يجب الابتعاد عن المشروبات الغازية والكحوليات.

 

 

 

التدريب المناسب لكل نوع من أنواع الأجسام 

 

 

إن ممارسة التمارين الرياضة المناسبة تساعد مختلف أنواع الأجسام في حرق الدهون، وتدعمها خلال عملية بناء الكتلة العضلية وتعزيزها، وكما تختلف أنواع الأجسام في حرق الدهون تختلف في طريقة التمارين. فيما يلي نستوضح التمارين الرياضية المناسبة لكل نوع من أنواع الأجسام الثلاثة:

 

التدريب المناسب للجسم من النمط النحيف (إكتو مورف):

يعتمد تدريب النمط النحيف من الأجسام على بذل عمل أكبر وصرف طاقة أكبر في أقل وقت ممكن. يجب على الشخص ممارسة برامج رياضية مختلفة تساعد على حركة كل عضلة في الجسم مع توفير فترة راحة كافية لكل عضلة والانتقال إلى عضلة أخرى.

 

عملياً يمكننا اختصار التدريب المناسب لهذا النوع من الأجسام على استخدام أوزان ثقيلة مناسبة بعدّات أو تكرار قليل من 5 إلى 10 مرات في كل جولة.

 

التدريب المناسب للجسم من النمط العضلي (ميزو مورف):

يعتبر هذا النوع من أكثر الأنواع الثلاثة استجابةً للرياضة، فيمكن بناء كتلة عضلية بسهولة، وكلما تنوعت التمارين كلما كان أفضل للجسم.

 

يعتمد تدريب هذا النوع على ممارسة الرياضة الحادة والثقيلة لفترة معينة من أسبوعين إلى ثلاثة ومن ثمّ ممارسة رياضة متوسطة لمساعدة الجسم على بناء كتلته العضلية وتعزيز نموها. يجب الابتعاد عن ممارسة الرياضة بشكل مفرط دون ترك فترات كافية لراحة الجسم.

 

التدريب المناسب للجسم من النمط الممتلئ (إندو مورف):

كما ذكرنا سابقاً يوجد اختلاف واضح بين أنواع الأجسام في حرق الدهون، فهذا النوع على عكس النوعين الباقيين فهو يهدف في تمارينه الرياضية إلى استخدام أوزان متوسطة بتكرار أكبر أو عدد مرات أكبر من باقي أنواع الأجسام. ذلك التكرار الكبير في رفع الأوزان المتوسطة هو الذي يساعد على حرق الدهون وبناء الكتلة العضلية.

في النهاية يجب التنويه أنه يجب على كل شخص ينوي إتّباع حمية غذائية، أو ممارسة الرياضة بهدف حرق الدهون وبناء الكتلة العضلية معرفة نوع جسمه أولا، ثمّ البحث عن البرنامج الغذائي المناسب حسب نوع الجسم، ومن بعدها ممارسة الرياضة المناسبة التي تضمن للجسم حرقاً سليماً للدهون وبناءً صحيحاً للكتلة العضلية، وذلك بسبب الاختلاف الذي وضّحناه سابقاً لأنواع الأجسام في حرق الدهون وبناء الكتلة العضلية. للمزيد من المقالات التي ستساعدك على عيش حياة صحية وسليمة لا تنسى الاطلاع على كل جديد في مدونة يوما.